3- أن الآيات في كتاب الله التي جاءت مبينة أخذ الميثاق على بني إسرائيل بعضها يبين ميثاقًا خاصًا، وبعضها يؤكد أخذ ميثاق سبق ذكره، فلا يعني أن عدد المواثيق التي ذكرت في القرآن الكريم هي عدد المواثيق التي أخذت على بني إسرائيل، فمثلا أخذ الميثاق عليهم بعد رفع الطور تكرر في القرآن عدة مرات (¬1) مع أنه ميثاق واحد، وتكرر الميثاق الواحد في عدة آيات، كتكرر قصة موسى وقصص النبيين وغيرها.
4- قال الأصم: الميثاق الذي أخذ عليهم: هو ما أودع الله العقول من الدلائل الدالة على وجود الصانع وحكمته والدلائل الدالة على صدق أنبيائه ورسله (¬2) . وتفسير الميثاق بهذا القول لا وجه له ولا دليل بل هو من تفسير المعتزلة.
5- أخذ الله العهد والميثاق على النصارى بأن يطيعوه ويؤدوا فرائضه، ويتبعوا رسله، ويصدقوا بهم، كما أخذ عليهم العهد والميثاق على متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومناصرته ومؤازرته واقتفاء آثاره (¬3) .
وهذا معنى الميثاق الذي ذكره الله بقوله: (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ) (المائدة: من الآية14).
6- ذكر الله سبحانه وتعالى الميثاق الذي أخذه يعقوب على أبنائه عندما طلبوا أخاهم، وذلك بأن حلفوا يمينًا مغلظًا ليأتين به إذا رجعوا من سفرهم إلا أن يحدث أمر لا يستطيعون له دفعًا ولا ردًا، وأشهدوا الله على ذلك وجعلوه وكيلا، سبحانه وتعالى.
¬__________
(¬1) - وذلك في الآيات 63 و93 سورة البقرة؛ و154 سورة النساء وفي المعنى نفسه آية 171 سورة الأعراف بدون ذكر لفظ الميثاق.
(¬2) - انظر تفسير الرازي 3/106.
(¬3) - انظر تفسير الطبري 6/158؛ وتفسير ابن كثير 2/33.