فالميثاق هنا هو ما أخذ على بني إسرائيل من وجوب طاعة الله والعمل بما في التوراة (¬1) .
والميثاق في الآية التي بعدها هو معنى الميثاق في الآية الأولى، (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ) (المائدة: من الآية13).
قال ابن كثير: فبسبب نقضهم الميثاق الذي أخذ عليهم لعناهم (¬2) .
وفي سورة المائدة - أيضا - قال الله تعالى: (لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً) (المائدة: من الآية70).
قال ابن كثير: يذكر تعالى أنه أخذ العهود والمواثيق على بني إسرائيل على السمع والطاعة لله ولرسوله فنقضوا تلك العهود والمواثيق (¬3) .
قال الزجاج: واليهود هم الذين كذبوا وقتلوا الأنبياء، أما النصارى فقد كذبوا فقط (¬4) .
وقال تعالى في سورة الأعراف: (أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ) (الأعراف: من الآية169).
والميثاق هنا هو ما أخذه على بني إسرائيل من الإيمان بالتوراة كما سبق (¬5) .
قال ابن عاشور: والميثاق: العهد، وهو وصية موسى التي بلغها إليهم عن الله تعالى في مواضع كثيرة (¬6) .
3- وورد الميثاق دالا على ما أخذه الله على النبيين من عهد وميثاق:
قال تعالى في سورة آل عمران: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ) (آل عمران: من الآية81).
¬__________
(¬1) - انظر زاد المسير 2/310.
(¬2) - تفسير ابن كثير 2/33.
(¬3) - تفسير ابن كثير 2/.
(¬4) - زاد المسير 2/399؛ وانظر التحرير والتنوير 6/272.
(¬5) - انظر تفسير القرطبي 7/312؛ وتفسير ابن كثير 2/260.
(¬6) - التحرير والتنوير 9/163.