وكذلك الآية التي بعدها في سورة النحل: (وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً) (النحل: من الآية95). حيث فسرها بعض المفسرين كالزمخشري والنسفي ببيعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2) .
وفي سورة الإسراء قال تعالى: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) (الإسراء: من الآية34).
قال الطاهر بن عاشور: يشمل العهد الذي عاهدوا عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو البيعة على الإيمان والنصر (¬3) . وفي سورة الفتح: (وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (الفتح: من الآية10).
قال ابن الجوزي: (وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ) (الفتح: من الآية10) من البيعة (¬4) .
وقال القرطبي: قيل في البيعة (¬5) . وذلك أن هذه الآية في بيعة الرضوان (¬6) .
10- وجاء لفظ العهد بمعنى الأعمال الصالحة:
قال تعالى في سورة مريم: (لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً) (مريم:87).
فسرها بعض المفسرين بالأعمال الصالحة. قال القرطبي: هو لفظ جامع للإيمان وجميع الأعمال الصالحة التي يصل بها صاحبها إلى حيز من يشفع (¬7) .
¬__________
(¬1) - التحرير والتنوير 14/261.
(¬2) - انظر الكشاف 2/427؛ وتفسير النسفي 3/59.
(¬3) - التحرير والتنوير 15/97.
(¬4) - زاد المسير 7/428.
(¬5) - تفسير القرطبي 16/268.
(¬6) - انظر التحرير والتنوير 26/159.
(¬7) - تفسير القرطبي 11/154.