8- وجاء العهد بمعنى اليمين:
قال تعالى في سورة التوبة: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ) (التوبة: من الآية12). فعبر عن نقض العهد والميثاق بنكث الأيمان تشنيعا للنكث، لأن العهد كان يقارنه اليمين على الوفاء به، ولذلك سمي العهد حلفا (¬4) . وفي سورة الأحزاب: (وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ) (الأحزاب: من الآية15). قال قتادة: قالوا: لئن أشهدنا الله قتالا لنقاتلن. وذلك أنهم لما غابوا عن بدر أقسموا أن لا يتخلّفوا عن غزوة بعدها (¬5) .
9- وجاء العهد بمعنى البيعة:
قال تعالى في سورة النحل: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ) (النحل: من الآية91).
قال القرطبي: قيل: إنها نزلت في بيعة النبي - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام (¬6) .
وقال الماوردي: إنه التزام أحكام الدين بعد الدخول فيه (¬7) .
¬__________
(¬1) - انظر تفسير القرطبي 7/271؛ وتفسير النسفي 2/140.
(¬2) - انظر التحرير والتنوير 25/227.
(¬3) - انظر زاد المسير 7/320؛ والتحرير والتنوير 25/227.
(¬4) - التحرير والتنوير 10/129.
(¬5) - زاد المسير 6/362؛ وتفسير القرطبي 14/150.
(¬6) - تفسير القرطبي 10/169.
(¬7) - تفسير الماوردي 2/407-408.