وهذه بيعة الرضوان (¬2) .
وقال تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا) (المائدة: من الآية7).
قال ابن كثير: هو ما أخذه عليهم من العهد والميثاق في مبايعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - (¬3) .
وقال تعالى: (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ) (الرعد:20).
وقد فسرها القرطبي ببعض مبايعات النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬4) وقال سبحانه: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب:23).
وقد فسرها كثير من العلماء والمفسرين بأنها في صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬5) .؟
فمن خلال هذه الآيات فقد سمى الله مبايعات الصحابة لرسوله - صلى الله عليه وسلم - عهدًا وميثاقًا، ومن هنا وباستقراء سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - يمكننا أن نقسم مبايعات الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى ثلاثة أقسام:
¬__________
(¬1) - قال ابن منظور، البيعة: المبايعة والطاعة، وبايعه عليه مبايعة عاهده، وفي الحديث: "ألا تبايعوني" هو عبارة عن المعاقدة والمعاهدة. انظر لسان العرب (بيع) 8/26.
(¬2) - انظر تفسير الطبري 26/76 و85؛ وتفسير ابن كثير 4/185.
(¬3) - انظر تفسير ابن كثير 2/30.
(¬4) - انظر تفسير القرطبي 9/308.
(¬5) - انظر تفسير الطبري 21/145؛ وتفسير ابن كثير 3/475.