3- أخذ الله ميثاق بني إسرائيل على الوفاء له بأن لا يعبدوا غيره، وأن يحسنوا إلى الآباء والأمهات، ويصلوا الأرحام ويتعاطفوا على الأيتام، ويؤدوا حقوق أهل المسكنة إليهم، ويأمروا عباد الله بما أمرهم الله به، ويحثّوا على طاعته، ويقيموا الصلاة بحدودها وفرائضها، ويؤدوا زكاة أموالهم (¬1) وهذا ما يدل عليه قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) (البقرة: من الآية83).
4- أخذ الله ميثاق بني إسرائيل بألا يقتل بعضهم بعضًا، وألا يخرجوا غيرهم - من قومهم - من ديارهم.
وهذا قول جمهور المفسرين كقتادة وأبي العالية والطبري (¬2) والقرطبي (¬3) وابن كثير (¬4) وهذا معنى قوله تعالى: { (((((( ((((((((( (((((((((((( (( ((((((((((( (((((((((((( (((( ((((((((((( (((((((((( (((( ((((((((((( } (¬5) [البقرة: 84].
وقيل: الآية على ظاهرها وأخذ العهد والميثاق عليهم ألا يقتلوا أنفسهم حقيقة (¬6) أو يرتكبوا ما يؤدي إلى قتل النفس كالقصاص (¬7) أو إقامة الحرب بدون حق مما يؤدي إلى قتل النفس، وكذلك بأن يرتكبوا ما يؤدي إلى إخراجهم من بيوتهم، فنقض العهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان سببًا في إخراج بني قينقاع وبني النضير.
¬__________
(¬1) - انظر تفسير الطبري 1/393.
(¬2) - انظر تفسير الطبري 1/394.
(¬3) - انظر تفسير القرطبي 2/18.
(¬4) - انظر تفسير ابن كثير 1/121.
(¬5) - سورة البقرة آية: 84.
(¬6) - كالانتحار ونحوه.
(¬7) - أي يقتل إنسانًا فيقتص منه.