وبعد:
فهذه أبرز الأساليب التي عرضت بها قضية العهد والميثاق، تبين لنا مدى الجهد الذي بذل، والعناية الفائقة لجلاء تلك القضية، فلا لبس ولا غموض وقد بان الصبح لكل ذي عينين، فلم يبق إلا الالتزام والوفاء، ومن نكث وخان فلا يلومن إلا نفسه، والله له بالمرصاد، وماذا بعد الحق إلا الضلال.
العهد والميثاق في السنة النبوية الشريفة
استكمالا للبحث واستيعابًا لمصطلح (العهد والميثاق) أجد من المناسب أن أذكر بعض الأحاديث التي وردت فيها كلمة العهد أو الميثاق، لتعطينا دلالة على أهمية هذا المصطلح ومجالات استعماله فأقول وبالله التوفيق.
ورد مصطلح العهد والميثاق في السنة النبوية كثيرا، وعندما رجعت إلى كتب السنة وجدت عشرات الأحاديث التي وردت فيها كلمة العهد أو كلمة الميثاق أو كلاهما.
وسأختار بعض الأحاديث التي تناسب المقام:
أولا: كلمة العهد في الأحاديث النبوية:
ورد في صحيح البخاري في الحديث الطويل الذي رواه عبد الله بن عباس في قصة كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قيصر - قال قيصر لأبي سفيان: " فماذا يأمركم؟ قال: يأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا، وينهانا عما كان يعبد آباؤنا، ويأمرنا بالصلاة والصدقة والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة " الحديث. رواه البخاري (¬1) .
¬__________
(¬1) - صحيح البخاري - باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام 4/56.