فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ أي مصاحبا درعك المعروفة بك لِتَكُونَ أي أنت آية لِمَنْ خَلْفَكَ أي من بني إسرائيل، دليلا على قدرة اللّه الذى أهلكه. ولهذا قرأ بعض السلف: لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً، ويحتمل أن يكون المراد ننجيك مصاحبا لتكون درعك علامة لمن وراءك من بني إسرائيل على معرفتك وأنك هلكت، واللّه أعلم، وقد كان هلاكه وجنوده في يوم عاشوراء، كما قال الإمام البخاري في صحيحه: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قدم النبي صلّى اللّه عليه وسلم المدينة واليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا اليوم الذى تصومونه؟
فقالوا: هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون، قال النبي صلّى اللّه عليه وسلم: (أنتم أحق بموسى منهم فصوموا). وأصل الحديث في الصحيحين وغيرهما، واللّه أعلم.
أمر بني إسرائيل بعد هلاك فرعون
قال اللّه تعالى في سورة الأعراف: فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وكانُوا عَنْها غافِلِينَ (136) وأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ ومَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها وتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا ودَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وقَوْمُهُ وما كانُوا يَعْرِشُونَ (137) وجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ وباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (139) قالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً وهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (140) وإِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ ويَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141) .. يذكر تعالى ما كان من أمر فرعون وجنوده في غرقهم، وكيف سلبهم عزهم ومالهم وأنفسهم، وأورث بني إسرائيل جميع