وإذا ما عدنا إلى الثوابت القرآنية الشاملة في عدد التكرارات ونسب السور والآيات والكلمات سنجد أنها سبقت الحقائق العلمية الآتية التي اكتشفت حديثا:
* إن نسبة البحار إلى اليابسة وهي حوالي 75 - 80 خ، ونسبة الماء في جسم الإنسان حوالي (65 خ وزنا، 83 خ من دم الإنسان كما ويحتوي المخ على 75 خ ماء)، وكذلك نسبة ورود كلمات البر (12) والبحر بكل تراكيبها اللغوية (41) بما يشكل نسبة (36، 77 خ) نسبة البحر إلى البر. يقول الدكتور محمد جميل الحبال: كلمة البر وردت (12) مرة، والبحر كمفردة وردت (33) مرة أي نسبة (27 خ) للبر و (73 خ) للبحر، وهاتان النسبتان هما تقريبا نفس نسبة وجود وتوزيع الماء واليابسة على سطح الكرة الأرضية (144 مليون كيلومتر مربع لليابسة و365 مليون كيلومتر مربع للماء، أي نسبة 29، 28 خ لليابسة و71، 71 خ للماء)، وهكذا يعلمنا القرآن الكريم تطابق خلقه تعالى في كونيه المنظور والمقروء «1».
* الوزن الجزيئي للماء هو مجموع الأوزان الجزيئية لذرات الهيدروجين والأوكسجين ففي الماء النقي العادي مثل ماء المطر يكون الوزن الجزيئي (2/ 1+ 16 18) وهذا يزيد بواحد عن تكرار كلمة (الماء) معرفة ويساوي حاصل الفرق بين تكرار كلمة (ماء) نكرة وتكرار كلمة (الماء) معرفة. وفي ماء بيروكسيد الهيدروجين يكون الوزن الجزيئي (2/ 1+ 2/ 16 34) وهذا ينقص بواحد عن تكرار كلمة (ماء) نكرة، وإذن يكون مجموع الأوزان الجزيئية للحالتين هو (18+ 34 52) متطابقا مع مجموع تكرار كلمة (ماء) نكرة وكلمة (الماء) معرفة هو (17+ 35 52)، فسبحان الخالق في كونه المنظور الواصف في كونه المقروء.
ونظرا للأهمية القصوى لهذا المركب العظيم فقد جعل اللّه تعالى خزائنه مذنبات في
______________________________
(1) الدكتور الطبيب الاستشاري محمد جميل الحبال، (العلوم المعاصرة في خدمة الداعية المسلم)، ص 3.