وقد أثبتت التجارب الحديثة في فيزياء الغيوم وكما بينا في الكتاب السابق من السلسلة الذي تحدثنا به عن السحب والغيوم أنه عند حصول البرق والتقاء السحب المشحونة تكون نسبة النتروجين المتحررة في الجو محسوبة بدقة، فتحرر هذه الصواعق وهذا البرق - وهي كثيرة جدا - هذه النسبة الدقيقة، فلو أنها زادت أو اختلت لنزل المطر إما حامضيا أو لاذعا قاعديا ولما أمكن الاستفادة منه في حياتنا، وصدق اللّه العظيم القائل في كتابه الكريم: أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ (70)، (الواقعة: 68 - 70)، والأجاج لغة يعني المر اللاذع أي بلغة أهل الكيمياء لاذعا قاعديا، فسبحان اللّه والحمد للّه الذي منّ علينا بنعمة الماء العذب وقبله نعمة الإسلام.
وعلى العموم فلفظ (الماء) ورد في القرآن العظيم 63 مرة، سواء بلفظه أو مشتقاته اللغوية، ومن الآيات القرآنية التي تنص على ضرورة الماء لخلق الأحياء وأهميته لحياتها
______________________________
(1) البحث الأمريكي للدكتور إبراهيم سيد، منشور في مجلة مؤسسة البحوث الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية، مجلد 7، العدد 7، ص 21، والذي أثبت فيه السبق القرآني لهذه الظاهرة التي اكتشفت في تسعينيات القرن العشرين الميلادي وتحقق منها حقليا في صحراء أريزونا الأمريكية.