فأما أفراد جماعته من العجم؛ فإنه يبايعهم على هذه الطرق الأربع بدون تحفُّظ، وأما العرب؛ فإنه يتحفَّظ منهم ولا يبايع إلا من وثق به منهم من السذَّج الذين يحسنون الظن بالتَّبليغيين ولا يعرفون أنهم أهل بدعة وضلالة.
وقد ذكر العلماء العارفون بجماعة التبليغ كثيرا مما هم عليه من البدع والخرافات والضلالات وأنواع المنكرات وفساد العقيدة، ولا سيما في توحيد الألوهية؛ فهم في هذا الباب لا يزيدون على ما كان عليه أهل الجاهلية الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لأنهم إنَّما يقرون بتوحيد الربوبية فقط كما كان المشركون من العرب يقرون بذلك.
ويفسرون معنى (لا إله إلا الله) بمعنى توحيد الربوبية، وأن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر للأمور، وقد كان المشركون يقرون بهذا التوحيد؛ كما ذكر الله ذلك عنهم في آيات كثيرة من القرآن، ولم ينفعهم ذلك، ولم يدخلوا به في الإسلام.
وقد جهل التبليغيون معنى (لا إله إلا الله) على الحقيقة، وهوأنه المستحقُّ للعبادة دون ما سواه، فيجب إفراده بجميع أنواع العبادة، ولا يجوز صرف شيء منها لغيره، ومن صرف منها شيئا لغيره؛ فقد جعل ذلك الغير شريكا له في الألوهية، ومن خفي عليه هذا المعنى؛ فهومن أجهل الناس، ولا خير فيه.
وأما توحيد الأسماء والصفات؛ فإن التبليغيين فيه أشعرية وماتريدية، وهما من المذاهب المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة.