ماذا يفعلُ التدخينُ به؟ إنّ سمومَ التدخينِ المنحلةَ في الدمِ إذا وصلتْ إلى الدماغِ يتلقَّفُها الدماغُ بسهولةٍ فائقةٍ، وبنَهَمٍ كبيرٍ، هذا الدماغُ حينما يأتيه هذا السمُّ يشعرُ الإنسانُ بشيءٍ من الخدرِ، وشيءٍ من الفتورِ، هذا النيكوتين المنحلُّ في الدمِ، والذي يصلُ إلى الدماغِ يعطي الإنسانَ شعوراً بالخدرِ تارةً، وشعوراً بالنشاطِ تارةً أخرى، فالدخانُ مهدِّئٌ، ومنشِّطٌ في آنٍ واحدٍ، وهذا هو سرُّ الإدمانِ.
هذا السمُّ في الدماغِ يضعِفُ تغذيةَ الأعصابِ، فتصابُ الأعصابُ بالالتهابِ، ومِن آثارِ هذا السمِّ في الأعصابِ رجفانٌ في الأضلاعِ، فالمدخِّنُ ترجفُ يداه ورجلاه، هذا الرجفانُ بسببِ أنّ أعصابَ الدماغِ التهبتْ، والتهابُها بسببِ ضَعفِ ترويتِها، كما يَصابُ بصداعٍ في الرأسِ، وآلامٍ عصبيةٍ في الأطرافِ، والدخانُ يُضعِفُ الذاكرةَ، فيصبحُ المدخِّنُ كثيرَ النسيانِ، ومِن أعراضِ التدخينِ العصبيةِ فتورُ النشاطِ، العقليِّ، فغيرُ المدخِّنِ أَذْكَى مِن المدخِّنِ، وأسرعُ استجابةً منه، كما أنّ حاسةَ الذوقِ تضعفُ عند المدخِّنين كثيراً.
شملتْ دراسةٌ علميةٌ ستةَ آلافِ وثمانمئةِ حالةٍ، مِن أهمِّ نتائجِها أنّ هناك علاقةً واضحةً جداً بين الدخانِ وضعفِ الذكاءِ.
جهازُ التنفّسِ: قال العلماءُ: "أضرارُ التدخينِ تشْملُ جهازَ التنفّسِ، وهو أشدُّ الأجهزةِ تأثراً بالتدخينِ لأنّ جهازَ التنفسِ كعنقودِ العنبِ، كلُّ حبةٍ هي حويصلٌ رئويٌّ، والحويصلُ فراغٌ، تتمُّ في هذا الفراغِ مبادلةُ غازِ الفحمِ بالأكسجينِ، هذه المبادلةُ حيويةٌ، وأساسيةٌ جداً، فماذا يفعل التدخين في هذه الحويصلات؟ إنّه يخرِّبُ الأنسجةَ المبطَّنةَ للأسناخِ الرئويةِ.