وإذا ما عدنا وربطنا المناقشة السابقة مع قول اللّه تعالى ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ومَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)، (البقرة: 74). ولاحظنا التعبير أن التفجير للأنهار فهو ينبوع، بينما الثاني التشقق وإخراج الماء فهي عين، يتبين لنا بعض ما رمينا إليه في هذه المناقشة، واللّه أعلم.
كان الشيخ جوهري طنطاوي قد فصل في تفسيره (الجواهر في تفسير القرآن الكريم)، الجزء (18) بعض جوانب هذا الموضوع. إذ تحدث الرجل رحمه اللّه تعالى عن المياه العذبة والمالحة والعيون والينابيع الحارة والباردة والمياه المعدنية والحديدية وغيرها ..
كما ولا ننسى الحاسب الكرخي صاحب كتاب ((أنماط المياه الخفية)) الذي ذكر فيه أنواع المياه الجوفية وتفاصيلها «2».
______________________________
(1) الترمذي في فضائل القرآن (2906) وأحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة (706) والدارمي في فضائل القرآن (3331).
(2) الإحصاء الهندسي، دكتور ناجي توفيق ورشيد عبد الرزاق الصالحي، ص 188.