لو أن بلدةً تشربُ ماءً ملوثاً، فظهرَ في أبنائِها الأمراضُ والأوبئةُ، فهل مِن العقلِ والحكمةِ أن ندعَ الماءَ الملوثَ يفتكُ بأبناءِ هذه البلدةِ، ثم نبحثُ عن المصلِ المضادِّ، واللقاحِ الشافِي، وأنْ نستقدمَ الأطباءَ، ونشيدَ المشافيَ، ونستوردَ الأجهزةَ، أم العقلُ والحكمةُ يقتضيان أنْ نوقفَ الماءَ الملوثَ، أو أن نطهِّرَه مِن التلوثِ، وعندها نطوِّقُ المشكلةَ، ونحدُّ مِن انتشارِها، ثم نلتفتُ إلى معالجةِ المصابين؟.
مِن المؤسفِ أنّ هذا ما لا يجري في العالَم كلِّه، إنهم لا يقفون في وجهِ أسبابِ المرضِ، بل يحاولون أن يمنعوا أعراضَه ونتائجِه، إنّ دِرهمَ وقايةٍ خيرٌ مِن قنطارِ علاجٍ، {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتخذ إلاهه هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ الله على عِلْمٍ وَخَتَمَ على سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ على بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ الله أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} [الجاثية: 23] .