إنّ هذا الفيروسَ لا ينتشرُ في أكثرِ حالاتِه إلا مِن خلالِ الإباحيةِ، والفوضى الجنسيةِ، والإدمانِ على المخدراتِ، ومِن خلالِ انتشارِ السياحةِ مِن أجلِ الجنسِ، إنّه - وهذه حكمةُ الخالقِ - مرتبطٌ بالسلوكِ الشخصيِّ في الدرجةِ الأولى، وهناك مفارقةٌ حادّةٌ يختصُّ بها هذا الوباءُ، إذْ نجدُ أنّ معالجتَه مستعصيةٌ إلى درجةِ الاستحالةِ، فالموتُ الزؤامُ مصيرُ كلِّ مصابٍ به، ونجد في الوقتِ نفسِه أن الوقايةَ منه سهلةٌ إلى درجةِ أنّ كلِّ إنسانٍ لم يُصَبْ بهذا المرضِ يملكُ الوقايةَ التامةَ مِن خلالِ التزامِه بالمنهجِ الإلهي مِن حيثُ العفةُ والاستقامةُ، فكلُّ شهوةٍ أودعَها اللهُ في الإنسانِ جَعلَ لها قناةً نظيفةً تتحركُ فيها، وأوامرُ الدينِ ضمانٌ لسلامتِنا، وليست قيوداً لحريتِنا.
الشيءُ المحيِّرُ أنّ هذا الفيروسَ يستطيعُ أنْ يغيِّرَ شكلَه في أيِّ وقتٍ، فلو أنفقتَ ألوفَ الملايينِ في البحثِ العلميِّ عن لقاحٍ مضادٍّ له تذهبُ هذه الأموالُ وتلك الجهودُ أدراجَ الرياحِ، ثم إنّ لهذا الفيروسِ سلالاتٍ عديدةً، فمَن نجا من سلالةٍ أَرْدَتْهُ أخرى، وكأنّ اللهَ جل جلاله يريدُ من الإنسانِ المتفلتِ أن ينجوَ من هذا المرضِ بالعفةِ والاستقامةِ، لا باللقاحِ والدواءِ، قال سبحانه وتعالى: {ظَهَرَ الفساد فِي البر والبحر بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي الناس لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الذي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41] .