إنّ اللهَ سبحانه وتعالى زوَّدَ الجسمَ بمعاملَ احتياطيةٍ، هي الكبدُ والطحالُ، فإذا تعطَّلتِ المعاملُ الأساسيةُ عمِلَ الكبدُ والطحالُ على إنتاجِ الكرياتِ الحمراءِ.
شيءٌ مهمٌّ جداً.. هو أنّ في الكليتين مركزاً لتعييرِ الدمِ يعمل على مراقبةِ الدم على نحوٍ مستمرٍّ، فإذا نقصَ الدمُ عن حدِّهِ الطبيعيِّ أرسلَ هذا المركزُ أوامرَ هرمونيةً إلى مصانعِ الدمِ، يحثُّها على زيادةِ الإنتاجِ، وإذا زادَ الدمُ على حدِّه الطبيعيِّ أرسلَ هذا المركزُ الذي في الكليتين أوامرَ هرمونيةً إلى معاملِ الكرياتِ، يأمرُها بالبُطءِ في الإنتاجِ؛ لذلك هناك علاقةٌ بين الضغطِ، والتهابِ الكليتين، فما هي هذه العلاقة؟ لأنّ في الكليتين مركزاً بالغَ الحساسيةِ يراقبُ كميةَ الدمِ باستمرارٍ.
لذلك إذا أُخِذَ الدمُ عن طريقِ الحجامةِ نقصَ الدمُ في الشرايينِ، ونقصُه في الشرايينِ يجعلُ مركزَ تعييرِ الدمِ يأمرُ معاملَ الدمِ بتصنيعِ كميةٍ زائدةٍ، وبهذا تنشطُ المعاملُ، ويصبحُ عملُها جيّداً على مدارِ العمرِ الذي يحياه الإنسانُ.
مَن نظَّم هذا النظامَ؟ مَن أبدَعَ هذا الخَلْقَ؟ مَن رتَّبَ هذا الترتيبَ؟ ألا يستحقُّ العبادةَ؟ ألا يستحقُّ أن يُطاعَ؟ ألا يجبُ أن نخشاه؟ ألا يجب أن نتّقيَه؟ قال تعالى: {وفي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21] .
إنّ موضوعَ الدمِ لا ينتهي في مقالةٍ، ولا في مقالاتٍ، فإنّ مجلداتٍ كبيرةٍ أُلِّفتْ حولَ الدمِ فقط، حتى إنّ هناك اختصاصاً في الطبِّ هو أمراضُ الدمِ.
الشفاء الذاتيّ