وقوله تعالى: فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ لم يكن له ناصر من نفسه ولا من غيره، كما قال: فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ ولا ناصِرٍ (10) ولما حل به ما حل من الخسف، وذهاب الأموال، وخراب الدار، وإهلاك النفس والأهل والعقار، ندم من كان تمنى مثل ما أوتي، وشكروا اللّه تعالى الذي يدبر عباده بما يشاء من حسن التدبير المخزون، ولهذا قالوا: لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (82). وقد تكلم أهل العلم عن لفظ: (ويك) في تفاسيرهم.
وقد قال قتادة: ويكأن بمعنى: أ لم تر أن. وهذا قول حسن من حيث المعنى، واللّه أعلم، ثم أخبر تعالى أن الدَّارُ الْآخِرَةُ وهي دار القرار، وهي الدار التي يغبط من أعطيها، ويعزي من حرمها، إنما هي معدة للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا، فالعلو هو:
التكبر والفخر والأشر والبطر، والفساد هو: عمل المعاصي اللازمة والمتعدية من أخذ أموال
