بسم اللّه الرّحمن الرّحيم و به نستعين
الإمام الثاني عشر سميّ جدّه رسول اللّه و كنيّه: الحجّة بن الحسن العسكريّ ابن عليّ الهادي بن محمّد الجواد بن عليّ الرضا ابن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر ابن عليّ زين العابدين بن الحسين الشهيد بن عليّ ابن أبي طالب أمير المؤمنين وصيّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و آله)- و خليفته على امّته
1- قال الشيخ المفيد في «إرشاده»: كان الإمام بعد أبي محمّد- (عليه السلام)- ابنه المسمّى باسم رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و آله)- المكنّى بكنيته، و لم يخلّف أبوه ولدا غيره ظاهرا و لا باطنا؛ و خلّفه غائبا مستورا [مستترا] ،
و كان مولده- (عليه السلام)- ليلة النصف من شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين، و امّه أمّ ولد يقال لها: نرجس، و كان سنّه عند وفاة أبيه خمس سنين، آتاه اللّه فيها الحكمة [و فصل الخطاب، و جعله آية للعالمين، و آتاه الحكمة كما آتاها يحيى صبيّا] ، و جعله إماما في حال الطفوليّة الظاهرة، كما جعل عيسى بن مريم في المهد نبيّا.
و قد سبق النصّ عليه في أنّه الإمام من نبيّ الهدى- (عليه السلام)- ثمّ من أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب- (عليه السلام)-، و نصّ عليه الأئمّة- (عليهم السلام)- واحدا بعد واحد إلى أبيه الحسن- (عليه السلام)-، و نصّ أبوه عليه عند ثقاته و خاصّته و شيعته.
و كان الخبر بغيبته ثابتا قبل وجوده، و بدولته مستفيضا قبل غيبته، و هو صاحب السيف من أئمّة الهدى- (عليهم السلام)-، و القائم بالحقّ المنتظر لدولة الإيمان؛ و له قبل قيامه غيبتان، إحداهما أطول من الاخرى، كما جاءت بذلك الأخبار؛ فأمّا القصرى منهما فمنذ وقت مولده- (عليه السلام)- إلى انقطاع السفارة بينه و بين شيعته و عدم السفراء بالوفاة، و أمّا الطولى فهي بعد الاولى، و في آخرها يقوم بالسيف.
قال اللّه عزّ و جلّ: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ*وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ)القصص 28: 5- 6.
و قال جلّ اسمه:{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُور مِنْ بَعْد الذِّكْر أَنَّ الْأَرْض يَرِثهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ } .الأنبياء 21: 105.
و قال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و آله)-: «لن تنقضي الأيّام و اللّيالي حتّى يبعث اللّه رجلا من أهل بيتي يوافق اسمه اسمي، يملأها عدلاً كما ملئت ظلما و جورا؛
و قال- (صلّى اللّه عليه و آله)-: لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يبعث اللّه فيه رجلا من ولدي، يواطئ اسمه اسمي، يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
المصدرالإرشاد: 346.
مدينة المعاجز: ج 8 ص 147-148.
1- و قال الشيخ الفضل بن الحسن أبو عليّ الطبرسي في كتاب «إعلام الورى»: إنّه- (عليه السلام)- ولد بسرّمنرأى ليلة النصف من شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين من الهجرة.
روى ذلك محمّد بن يعقوب الكليني، (عن عليّ بن محمّد) ، و كان سنّه عند وفاة أبيه خمس سنين، آتاه اللّه سبحانه الحكم صبيّا كما آتاه يحيى، و جعله في حال الطفوليّة إماما كما جعل عيسى نبيّا في المهد صبيّا.إعلام الورى: 393- 394.