حديث أبى الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام وهارون الرشيد والفضل بن الربيع
حمدان بن الحسين النهاوندي قال: حدثني الفضل بن الربيع قال: كنت في فراشي وقد خلوت في بعض المقاصير مع جاريتي فسمعت وقعا " فقلت: من هذا ؟ قالت: الريح فتحركت له إذا دخل مسرور الكبير وقال: أجب أمير المؤمنين [1] فبرزت إليه مرعوبا " فقال لي: يا فضل أطلق موسى بن جعفر الساعة وهب له ثمانون ألف درهم واخلع عليه خمسة خلع وأحمله على خمسة من الظهر، فقلت: يا أمير المؤمنين موسى ابن جعفر ؟ قال: نعم ويلك تريد أن أنقض العهد، فقلت: يا أمير المؤمنين وما العهد ؟ قال: بينا أنا في مرقدي إذ ساورني أسود [2] ما رأيت في السودان أعظم منه فقعد على صدري وقبض على حلقي وقال: أحبست موسى بن جعفر عليهما السلام ظالما " له ؟ قلت:
أنا أطلقه الساعة فأخذ علي عهد الله عزوجل أن أطلقه ثم قام من صدري وكادت نفسي أن تخرج، قال الفضل: فخرجت من عنده ووافيت موسى بن جعفر عليهما السلام في مصلاه فأبلغته سلام أمير المؤمنين وأعلمته ما أمرني به فقال: لا حاجة في المال والخلع والحملان [3] إذا كان فيه حقوق الامة فقلت: أنشدك الله أن ترده فيغتاظ عليك، فقال: افعل ما شئت فأخذت بيده فأخرجته من الحبس وقلت له: يا ابن رسول الله قد وجب حقي عليك لمشاركتي إياك ولما أجراه الله عزوجل على يدي فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في النوم ليلة الأربعاء فقال لي: يا موسى محبوس مظلوم، قلت: نعم يا رسول الله صلى الله عليه وآله محبوس مظلوم فكرر علي ثلاث مرات ثم قال: لعله فتنة لهم ومتاع إلى حين، وأصبح غدا " صائما " وأتبعه بصيام الخميس والجمعة فإذا كان وقت إفطارك فصل اثنى عشر ركعة تقول في كل ركعة: " الحمد " و " قل هو الله أحد " اثنى عشر مرة وكذلك في الركعة الثانيه فإذا انصرفت من صلاتك فقل: " اللهم يا ساتر العيوب وسامع كل صوت ".المصدر الأختصاص : ص 59-60.
[1] يعني هارون الرشيد.
[2] ساورني أي واثبنى.
[3] الحملان: المتاع واسباب السفر.